الحكمة في الدعوة إلى السنة وصور من مظاهرها

مدخل

...

الحكمة في الدعوة إلى السنّة وصُوَرٌ من مظاهرها

الحكمة في الدعوة إلى السنّة-وإلى سائر أحكام هذا الدين-علاجٌ لكثيرٍ مِن الأخطاء الواقعة في هذا الباب. ولا يَخفى أيضاً أنّ الحكمةَ في منهج الدعوة إلى هذا الدين تُمَثِّل جانباً كبيراً مِن ذلك المنهج، ويكفي أنه تعالى قد أَمر بها فقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِه وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} 1.

إنّ نصوص الوحْي أمثال هذه الآية تدل بعمومها على أن الحكمة في أغلب الأحوال تقضي بالأخذ بالرفق واللين والتيسير، على أن الحكمة كلمة عامّةٌ جميلة المعنى، تقضي بوضع الشيء في موضعه المناسب، وباختيار التصرف الأنسب، والوسيلة والأسلوب المناسبين كذلك للدعوة إلى الخير والمعاني الفاضلة، حتى تشملَ الشدة في موضعها الشرعي المطلوبة فيه، لكنّ الواقع شاهدٌ بأنّ موضعها المطلوبة فيه- في مجال الإصلاح -في بعض الأحيان نادر جداً، وأنه مِن الندرة بحيث تبدو الشدة، مِن عموم هذه النصوص، غير ملتفَتٍ إليها، ذلك لأن هذه الشدة ليست هي المبدأ الأصل في التعامل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015