القدرة الصالحة المقصودة هنا: أن يكون الداعية حسن الخلق، وأن يوافق قوله (?).
ثانياً: أهمية القدوة الصالحة في الدعوة إلى الله تعالى:
إن التطبيق العملي لمبادئ الإسلام أوقع في النفس، وأدعى للإقناع من الكلام النظري فالمدعو إذا رأى المبادئ النظرية مطبقة على أرض الواقع، كان ذلك أهدى لعقله، وأجذب لقلبه من قراءة تلك المبادئ مسطورة في كتاب، أو سماعها في خطبة؛ لأن ذلك كفيل بإظهار جمال الدين الإسلامي وحسن هديه (?).
وقد كانت دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مشتملة على الحال والمقال، فقد لُقب قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصادق الأمين ودخل الكثير من مشركي العرب واليهود والنصارى في الإسلام تأثراً منهم بحسن تعامله (?)، وكريم خصاله.
وكانت أفعاله عليه الصلاة والسلام مطابقة لأقواله، فما دعا إلى هدى إلا وكان أول من يفعله، وما نهى عن أمر إلا وكان أول ممتثل، ومن الشواهد على ذلك ما يلي:
1: كان لبس الذهب مباحاً للرجال أول الإسلام ثم نسخ، فلما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن ينهاهم عن فعله قال في الحديث الذي رواه بن عمر - رضي الله عنه -: إني اتخذت خاتماً من ذهب فنبذه وقال: إن لن ألبسه أبداً فنبذ الناس خواتيمهم (?)