أن ذلك أصلح أو أنفع، فهذا لا بأس به، (?)، فهناك أمور تقدم في الدعوة؛ لأنه يترتب على إصلاحها صلاح ما دونها، فإن كانت العاملة المنزلية ترتكب عدة أخطاء، فيجب تصحيح الخطأ الأكبر فالأصغر، فإن كانت مثلاً لا تحسن الصلاة ولا تلتزم بالحجاب الشرعي الصحيح، فيجب أولاً تعليمها كيفية الصلاة، ثم ننكر عليها عدم التزامها بالحجاب الصحيح؛ لكن ذلك لا يعني تركها على ما هي عليه من تساهل بالحجاب حتى تتقن الصلاة، فإن في ذلك فتنة بل تؤمر به حتى لو لم تتقن الصلاة بعد تعليمها (?).
وتنبغي مبادرة الداعية بإيضاح أمور العقيدة أولاً والتأكيد عليها حتى بالنسبة للعاملة التي لم تترك معروفاً أو ترتكب منكراً، لأن هذا التأكيد يقيها الانحراف والعصيان (?).
وتقع ربة البيت مسئولية كبيرة في استخدام الحكمة مع العاملة المنزلية؛ لمعرفتها غالباً بظروف عاملتها وعمرها وعملها، فهي التي تحدد الأسلوب المتوقع نجاحه معها، وغالب العاملات المنزليات يفيد معهن أسلوب الرفق واللين في الدعوة وفي الاحتساب، لكثرة الجهل عندهن، فإذا تم تعليمهن برفق ولين وهدوء فإنهن لا محالة سوف يستجبن (?)، وذلك أسلوب رسولنا عليه الصلاة والسلام مع غالب الناس فقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (?) فمن واجب الواجبات وأهم المهمات، والاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام والتخلق