الدعوة هناك، وقد أسس ابن باديس جمعيته على أساس من المبادئ السلفية، فدعا إلى إصلاح عقيدة المسلمين في الجزائر من أنواع البدع والخرافات، كما دعا إلى الاجتهاد ومحاربة التقليد الأعمى والجمود الفكري وذلك بالتعمق في دراسة القرآن الكريم والسنة النبوية، ولقد كان لجمعيته دور كبير في محاربة الاستعمار الفرنسي في الجزائر حتى نال استقلاله عام 1382 هـ (1962 م) (?) .
رابعا: في السودان: وهو ما كان يسمى (السودان الشرقي) ويشغل دولة السودان المعروفة الآن، وقد ظهرت فيها حركة إصلاحية سميت بـ (المهدية) نسبة إلى زعيمها (محمد عبد الله أحمد) 1845 م - 1885 م والذي زعم أنه المهدي المنتظر، وقام بنشر دعوته هناك وتلقب بـ (المهدي) (?) .
وقد ظهرت دعوة المهدي تلك في أوقات اجتاحت العالم الإسلامي كثير من الدعوات والحركات الصحيحة والباطلة، ومنها دعوات المهديين الذين زعموا أنهم مبعوثون على موعد لتخليص الناس مما لحق بهم من ظلم وجور وفساد - فظهر منهم من ظهر في فارس والهند - وظهر غيرهم في وادي النيل.
وقد اختلفت آراء المؤرخين في حقيقة حركات المهديين من حيث الصحة والبطلان , وهل كانت حركات دينية بحتة أم سياسية خالصة أم للأمرين معا؟ ولكن أكثر المؤرخين يرون أن المهديين - بحركاتهم الإصلاحية - هم قوم مخادعون يتعمدون الكذب في دعوتهم، ويسرون غير ما يعلنون من طلب الإصلاح أو العناية بشؤون الدين (?) .
أما من ناحية مهدي السودان (محمد أحمد) فقد نشأ في بلاد السودان الشرقي (?)