مقامهم عنده شهرا مضوا إلى الحرم1 فقال قيل: اللهم اسق عادا ما كنت تسقيهم، فأنشأ الله ثلاث سحابات بيضاء، وسوداء، ثم نادى منادٍ من السماء: أن يا قيل اختر سحابة منها لنفسك، ولقومك، فاختار السوداء، فنودي: أن اخترت رمادا أرمدا، لا يبقي من عاد أحدا، لا والدا ولا ولدا، إلا جعلته همدا، فخرجت السحابة على عاد في وادٍ يقال له: المغيث، قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} 2.
وهكذا أهلكهم الله بالريح العقيم التي تقضي على كل شيء، وقد استمر هبوبها سبع ليال وثمانية أيام بشدتها، وقوتها بلا انقطاع، حتى أهلكت الكفار جميعا وأبقتهم صرعى جلوسا في أماكنهم كجذوع النخل, وقد تقطع ورقها ... 3.
ونجى الله هودا ومن آمن به، وصدق وعد الله، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} 4.