وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ، وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ، وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} 1، ويقول تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} 2 ويقول تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} 3.
إن المنهج الإلهي منهج واقعي، بمعنى اعترافه بالواقع، والتعامل معه، لا ليقبله ولكن ليصححه، ويربطه بتعاليم الدين.
وهو منهج يتعامل مع الإنسان، ويحاول تحريك قلبه، ولسانه، وجوارحه، ولذلك فهو لا يبقى في المجال النظري، وإنما يستمر حتى يكون منهجا عمليا، يعيشه الناس في حياتهم ومناشطهم.
وحينما نحاول استنباط أهم ملامح منهج الرسل، ووسائلهم وأساليبهم، فإني أكتفي بكلمات موجزة حيث سبق تناول هذه القضايا خلال دراسة تاريخ الرسل.