وحينما كلف موسى بالرسالة، كان أول ما أمر به هو الصلاة حيث قال الله له: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} 1 وأمره الله وأخاه هارون فقال تعالى: {أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} 2.

ومن وصايا لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} 3.

والصلاة والزكاة، أول ما نطق به عيسى عليه السلام في المهد إذ قال: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} 4.

فنرى الرسل قد كلفوا بإقامة الصلاة وبلغوا هذا التكليف.

إن الصلوات الواردة على ألسنة الرسل أعمال مكررة، في مواعيد ثابتة، وتحتاج إلى تدبر، وتذكر، وخشوع، كما يدل على ذلك لفظ إقامة الذي أسندت إليه الصلاة، وكيفية هذه الصلاة من ناحية الإحاطة بها تحتمل رأيين:

الأول: أن يطلع الله كل رسول على كيفية صلاة الأمم السابقة، وتفاصيلها وهيئتها لتبقى معلومة لديه.

الثاني: أن لا يطلع الله الرسل على التفاصيل، وإنما يعرفهم بها في إجمال، وهذان الرأيان ذكرهما الرازي عند تفسيره لقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} 5 وقد ذكر في سورة لقمان أن هذه الكيفية للصلاة اختلفت هيئاتها من رسالة إلى رسالة، وإن اتحدت في حقيقتها وغرضها6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015