إلى البلدان المجاورة طلباً للعلم والزيادة فيه، كعادة السلف الصالح، فبدأ بحج بيت الله الحرام للمرة الثانية، ثم توجه من مكة إلى المدينة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- وأقام فيها حيناً آخذ فيها العلم عن الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي1، أحد العلماء المشهورين من "المجمعة"، ولازمه في "المدينة" تعرف على الشيخ محمد حياة السندي2، وكان من أساتذة الحديث المعتمدين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عنه الحديث وعلومه.

وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب وافقاً عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى أناس يدعون ويستغيثون عند قبره صلى الله عليه وسلم، إذ مر به الشيخ السندي، فسأله عن رأيه فيهم، فقال: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون3.

وقد ذكر ابن بشر: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب [قال] : كنت عنده يوماً فقال لي: أتريد أن أريك سلاحاً أعددته للمجمعة؟ قلت: نعم، فأدخلني منزلاً فيه كتب كثيرة، فقال: هذا الذي أعددنا لها4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015