إن هذا المسلم الذي نام نوماً عميقاً مئات السنين قد استيقظ وأخذ ينادي هأنذا لم أمت، أني أعود إلى الحياة لا لأكون أداة طيعة أو إمعة من البشر تسيرها العواصم الكبرى1 ثم يقول: "ومن يدري؟ قد يعود اليوم التي تصبح فيه بلاد الفرنج مهددة من المسلمين فيهبوطون من السماء لغزو العالم مرة ثانية في الوقت المناسب أو الزمن الموقوت لست أدعي النبوة، ولكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة لا تقوى الذرة، ولا الصواريخ على وقف تيارها2، ولهذا عندما قامت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب التجديدية تصحح ما دخل على الدين والعقيدة من شوائب سببها الجهل والبعد عن الإسلام والتقليد، وتجديد ما اندرس من وضوح الإسلام وبساطته ونقاوته، وإعادة المسلمين إلى بساط الإسلام في علاقتهم مع الله عز وجل والالتزام بما جاء به رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، عندها أدرك الأعداء أن عودة المسلمين لمنهج السلف الصالح تتعارض مع بقائهم معششين في ديار الإسلام مستثمرين لخيراتها، فكان لمفكريهم دور واضح في التصدي لها، واستطاعوا بوسائلهم المعروفة أن يوقعوا الفتن بين أبناء الأمير الذي احتضن الدعوة وصاحبها بالتأييد والنصرة، وحصل الانقسام بين الأخوة أبناء الإمام فيصل بن تركي، وسلبت الإمارة منهم طبقاً لما أخبر الله عباده بقوله:

{وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} .

ثم صار الأمر في نجد لابن الرشيد بعد أن زالت دولة آل سعود لتنازعهم فيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015