قبل أن يقتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وحين بلغ سبعين عاماً ثقل جسمه وآثر الراحة فأخذ البيعة بولاية العهد لابنه سعود1 وسلمه مهام الدولة الناشئة عام 1788م، فواصل الامتداد بنور الله عز وجل، واحتضن الدعوة ورنا إلى المستقبل، وكانت غزواته على نوعين، بعضها يستهدف ضم الأراضي تحت سلطته لتحصيل الضرائب ونشر العقيدة، كما حصل في نجد والإحساء وسواحل البحر الأحمر والحجاز، وبعضها الآخر كانت غارات لتأديب الخصوم فقط، كغزوات العراق والشام، ونريد أن نقف وقفة قصيرة في بلاد الحجاز، ونسأل لماذا تم الاستيلاء على الحجاز؟.

إن الاستيلاء على الحجاز من قبل جنود التوحيد لم يأت إلا بعد مباحثات ومناظرات، بل عملوا علاقات الود بين الأشراف ولكنهم لم يلمسوا عطفاً، بل شوهوا دعوة الإمام.

فكانوا يرسلون ضعاف العقول فيندسون بين الحجاج وبيكون وينوحون ويشقون الجيوب ويلطمون الخدود على الأضرحة والقباب التي هدمتها دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب، فهذه أكبر دعاية لتشويه هذه الدعوة المباركة.

قال ابن غنام2:

أرسل أبناء سعود بعض علمائهم إلى مكة مراراً لإقناع علمائهم بالدعوة السلفية التي أرسى أصولها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ولكن رغم اقتناع علماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015