والنساء زرافات ووحدانا ويفعلون عنده من الأفعال المنكرة ما لا يقبله الإنسان ذو الضمير الحي والذوق السليم، يرتكبون عنده المنكرات ويصلون له ويتبركون به، وتأتيه المرأة التي لا يتقدم إليها الخطاب فتعانقه وتقول في بكاء ولوعة واحتراق: يا فحل الفحوا ارزقني زوجاً قبل الحول، ثم تأخذ في إغواء بعض الشبان حتى إذا اصطادت واحداً منهم وتزوجت به خيل إليه أن ذلك من عمل فحل الفحول.
وهناك قبر "ضرار بن مالك" الذي يزعمون أنه شعيب غبيراء1، وكذلك قدسوا شجرة الطرفية تقديساً كبيراً، فإذا ولدت المرأة ذكراً علقت عليها حبلاً أو قطعة من قماش طلباً من الطرفية أن تطيل عمره، فكان الرائي إذا أبصرها لا يكاد بيصر الأغصان والأوراق والساق لكثرة الحبال، وقطع الأقمشة، بل يظن الرائي أول وهلة أن ما يرى ليس إلا كومة من الحبال، وقطع الأقمشة لكثرتها.
وفي الدرعية2 جبل بسفحة غار كبير، يزعم الجهلاء أنه لفتاة حسناء تدعى بنت الأمير، يحجون إليها، ويستغيثون بها، اعتقاداً منهم أن الفتاة من أولياء الله الصالحين، وسبب هذا الاعتقاد الزائغ –كما يقول ابن غنام- أن بنت الأمير أراد بعض الفسقة أن يظلمها فصاحت ودعت الله فانفلق لها الغار بإذن العلي الكبير،