الذي يجب صرفه في قضاء دينه، وهذا كثير في الشريعة أن يكون العمل في أصله مشروعاً، لكن الطريق إليه والوسيلة غير مشروعة (?) .
وبعد هذا تبين لنا أن شيخ الإسلام رحمه الله متابع لمن قبله من السلف والأئمة، يجيز زيارة القبور الزيارة الشرعية - بما فيها قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وينهى عن الزيارة غير الشرعية، ويرى حرمة شد الرحل إلى غير المساجد الثلاثة، وأنه لا صحة لما لفّقه أعداؤه عليه، وما لبسوا فيه من الحق بالباطل على عامة الناس، ولهذا قيل في الرد عليهم:
وما نسبتم إليه عند ذكركم ... ترك الزيارة أمرٌ لا يقول به
فقد أجابكم عن ذا بأجوبة ... أزال فيها صدى الإشكال والشبه
وقد تبين هذا في مناسكه ... لكل ذي فطنة في القول معربه
رميتموه ببهتان يشان به ... فالله ينصفه ممن رماه به
وفي الجواب أمور من تدبرها ... سقى الأنام بها من صفو مشربه
ولم يكن مانعاً نفس الزيارة بل ... شد الرحال إليها فادر وانتبه
تمسكاً بصحيح النقل متبعاً ... خير القرون أولي التحقيق والنَّبه
مع الأئمة أهل الحق كلهم ... قالوا كما قال قولاً غير مشتبه
وقد علمت يقيناً حين وافقه ... أهل العراق على فتياه فافت به (?)