قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} 1 2.

من خلال ما أوردناه من براهين متعددة، وردود متنوعة3 في دحض فرية ادعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب النبوة، نأتي على ختام هذا المبحث متذكرين قوله عزوجل: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} 4.

وننتقل إلى الشق الآخر من هذه الفرية، وهو اتهام الشيخ وأتباعه بانتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم..، وسنورد- كما فعلنا في الشق الأول من هذه الفرية- مقدمة موجزة لبيان اعتقاد الشيخ واعتقاد أتباعه في المصطفى صلى الله عليه وسلم. يقول الشيخ رحمه الله عن بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم:

(ولما أراد الله سبحانه إظهار توحيده وإكمال دينه وأن تكون كلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى بعث محمدا خاتم النبيين، وحبيب رب العالمين، وما زال في كل جيل مشهورا، وفي توراة موسى وإنجيل عيسى مذكورا، إلى أن أخرج تلك الدرة بين بني كنانة وبني زهرة، فأرسله على حين فترة من الرسل وهداه إلى أقوم السبل، فكان له صلى الله عليه وسلم من الآيات الدالة على نبوته قبل مبعثه ما يعجز أهل عصره..) 5.

ويتحدث الشيخ الإمام عن معنى شهادة أن محمدا رسول الله فيقول: (ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع) 6.

فلا يتحقق معنى شهادة أن محمدا رسول الله إلا بتمام الاتباع، وكمال الاقتداء، بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

ويقول الشيخ مشيرا إلى بعض خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم

(فرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه) 7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015