فَانْتَصِرْ} 1 وقال: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} 2 وفي الحديث: " دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه " 3 - وذكر الشيخ عبد اللطيف غيرها من النصوص، إلى أن قال: فانظر هذه النصوص وما أفادت من إطلاق اسم الدعاء على المسألة والطلب) 4.
ولما سئل الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن- رحمهم الله- عن بعض الأحاديث التي وصفت موسى عليه السلام في حياة البرزخ، فأجاب عن ذلك جوابا شافيا، وضح فيه وبين ما تختص به الحياة البرزخية وتتميز به عن الحياة الدنيوية، ثم نقل جوابا لابن تيمية رحمه الله في الجواب على ذلك السؤال، سئل الشيخ إسحاق ابن عبد الرحمن عما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى وهو يصلي في قبره، ورآه يطوف بالبيت، ورآه في السماء، وكذلك الأنبياء فأجاب:
(هذه الأحاديث وأشباهها تمر كما جاءت ويؤمن بها، إذ لا مجال للعقل في ذلك، ومن فتح على نفسه هذا الباب هلك، في جملة من هلك، فهذه الأحاديث التي مر البحث فيها خاض فيها بعض الزنادقة، وصنف مصنفا بناه عليها، وجادل وماحَلَ في أن من كان حيا هذه الحياة التي أطلقت في القرآن فينبغي أن ينادى، إذ لا فرق عند هذا الجاهل بين الحياة الحسية والبرزخية، لأنه اشتبه عليه أمر هذه الصلاة.. ولم يعلم أنه لا خلاف في أن أهل البرزخ يجري عليهم من نعيم الآخرة ما يتلذذون به مما هو ليس من عمل التكليف، ومعاذ الله أن نعارض نص رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث " والحديث عام؛ لأن المقصود به جنس بنى آدم؛ لأن الفرد يعم كما هو مقرر في محاله، ألم يعلم المسكين أن البرزخ طور ثان وله حكم ثان؛ إذ لو كان بهذه المثابة أنه يلاقي الأولياء والأفاضل كما زعم بعض المصنفين، لبطل حكم الاجتهاد بعده، ولم يتراجع الصحابة رضوان الله عليهم بعده مسائل طال فيها نزاعهم إلى زماننا هذا، إذا تحققت هذه الإشارة وتأملتها، فلا بد أن أنقل كلام ابن تيمية قدس الله روحه في أحاديث السؤال:
(قال رحمه الله: أما رؤيا موسى في الطواف فهذا كان رؤيا منام لم يكن ليلة المعراج، كذلك جاء مفسرا لما رأى المسيح أيضا، ورأى الدجال، أما رؤيته ورؤية غيره من الأنبياء ليلة المعراج في السماء، لما رأى آدم في السماء الدنيا، ورأى يحيى