ويرد الشيخ عبد اللطيف على افتراء داود ابن جرجيس حين كذب، وزعم إباحة دعاء الموتى فقال الشيخ عبد اللطيف:

(من المستحيل شرعا وفطرة وعقلا أن تأتي هذه الشريعة المطهرة الكاملة بإباحة دعاء الموتى، والغائبين، والاستغاثة بهم في المهمات والملمات، كقول القائل يا علي، أو يا حسين، أو يا عباس، أو يا عبد القادر، أو يا عيدروس، أو نحو ذلك من الألفاظ الشركية التي تتضمن العدل بالله والتسوية به تعالى وتقدس1 وقد نص على ذلك مشايخ الإسلام حتى ذكره ابن حجر في "الأعلام"2 مقررا له) 3.

ويؤكد الشيخ عبد اللطيف أن دعاء الموتى شرك أكبر، وإجماع العلماء على ذلك فيقول:

(الأدلة والنصوص متواترة متظاهرة على أن طلب الحوائج من الموتى، والتوجه إليهم شرك محرم، وأن فاعله من أسفه السفهاء، وأضل الخلق، وأنه ممن عدل بربه، وجعل له أندادا وشركاء في العبادة التي لا تصلح لسواه، ولا تنبغي لغيره، وأنه أصل شرك العالم، وقد حكى الإجماع على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كلامه، وكذلك ابن قيم الجوزية قرر تحريمه، وأنه من الشرك الأكبر، وأنه أصل شرك العالم في كتابه "إغاثة اللهفان" وغيره، وابن عقيل كفر بطلب الحوائج من الموتى) 4.

ويكشف الشيخ عبد اللطيف عما لبس فيه المخالفون حين ادعوا الحياة الحقيقية للموتى- كما لهم في الدنيا- ومن ثم جوزوا سؤالهم، فيقول جوابا على هذا التلبيس:

(ليست حياة الأنبياء والشهداء كما يظنه هؤلاء وأسلافهم من الصابئة من أن لهم علما بحال من دعاهم، وقدرة على إجابته، وتصرفا في العالم، وجولانا في الملكوت، ويكفي المؤمن في بيان حياتهم والإشارة إلى حقيقتها قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} 5 وقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: " أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت " 6 7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015