ما أمر الله به ورسوله، وتقديم ما دل عليه الكتاب والسنة على ما يخطر ببال أحدهم أنه كرامة..) 1.
ويقول ابن سحمان في دحض ما أورده الحداد من الحكايات في كرامات الأولياء بعد الممات:
(ذكر الملحد أحاديث وأخباراً وحكاياتٍ في كرامات الأنبياء والأولياء منها ما هو صحيح مؤول، وباطل مقول، ومنها ما هو خرافات ومنامات وخزعبلات وحكايات لا يثبت بها حكم شرعي، ولا يدل ما صح منها من الكرامة على أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم في الشدائد والمهمات، أو يطلب منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات ... ) 2.
ويدحض ناصر الدين الحجازي تلك الفرية بهذا الأسلوب فيقول:
(.. ثم إن كرامات الأولياء ما سمعنا من أحد إنكارها، وإذا كان ثم إنكار فإنما هو على أشياء مكذوبة لا تطابق عقلا ولا نقلا، وكيف ينكرها قوم يتلون كتاب الله وسنة رسوله، لكن صاحبنا أخذ يلتقط أشياء من أفواه العامة، ويسود به صحيفته، ومثل هذا يكون الكلام معه ضائعا، فلا يلتفت إليه وإن أطال مهما أطال، ونحن نكلفه أن يثبت مدعاه بالنقل من كتاب موثوق به، فإن وجد شيئا من ذلك فنحن نشاركه في الرد على المنكر، لكن على طبق الشرع وصحة النقل..) 3.
وحيث إن الإقرار سيد الأدلة، وقد أوردنا في مقدمة هذا الفصل من النقول عن أئمة الدعوة السلفية، وعلى رأسهم مجددها الشيخ محمد بن عبد الوهاب مما يؤكد ويقرر إثباتها لكرامات الأولياء، فلسنا بحاجة إلى زيادة- عما سبق ذكره- ردود على تلك الفرية الساقطة.
ولكن مع أن هؤلاء الأئمة- رحمهم الله تعالى- يثبتون كرامات الأولياء، إلا أنهم لا ينخدعون بكل ما هو خارق للعادة، فإن خوارق العادات كما تحصل لأولياء الرحمن، فربما تقع بعض خوارق العادات لأولياء الشيطان من السحرة والدجالين والمشعوذين، فعلامة ولي الرحمن أنه مؤمن تقي متبع لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالقصد طلب الاستقامة- لا طلب الكرامة.