عليك الإقرار بكراماتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال) 1.
ويورد محمد جواد مغنية اعترافه بإقرار أئمة الدعوى السلفية بكرامات الأولياء، ولكنه يورده مستنكراً عليهم هذا الإقرار، لأن الكرامة عنده هي الصدق والإخلاص2 يقول مغنية:
(ويعتقد الوهابية بكرامات الأولياء، وأن الله يجري على أيديهم خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات..) 3.
(2) يتبين مما سبق نقله-، أن هؤلاء الخصوم لا يرون أي فرق بين إثبات الكرامات للأحياء، وبين إثباتها للأموات، فليس هناك دليل يخص الكرامة بالأحياء دون الأموات.
(3) نلاحظ ضلال الخصوم في تعريفهم الكرامة وبيان حدها، فهم يظنون أن الكرامة فعل الولي، مع أن الكرامة في الحقيقة هي فعل الله لا فعل للولي فليس له قدرة عليها ولا تأثير.
(4) نجد هؤلاء الخصوم قد جعلوا كثيراً من الشركيات ومحدثات الأمور ضمن إثبات كرامات الأولياء، فأجازوا الاستغاثة بالأولياء فيما لا يقدر عليه إلا الله، ودعاءهم بحجة أن هذا الشرك ضمن إثباتهم كرامات الأولياء، ومن باب محبتهم وتقديرهم. ومن أنكر هذه الشركيات فهو منكر للكرامات، ومما يدل على أن الكثير من الشركيات قد صارت دينا وأمراً مشروعا، لأنها ضمن الإقرار بكرامات الأولياء، ما نجده مسطوراً في كتب هؤلاء الخصوم، ونذكر على ذلك مثالين:
الأول: ما قاله القباني في "فصل الخطاب": (وإغاثة الأولياء كرامة لهم) 4.
الثاني: ما كتبه الزهاوي في فجره: (المراد بالاستغاثة بالأنبياء، والصالحين، والتوسل بهم هو أنهم أسباب ووسائل لنيل المقصود، وأن الله تعالى هو الفاعل كرامة لهم..) 5.