تمهيد

دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبعض آثارها

إن ما كتبه الشيخ من المصنفات والرسائل يؤكد يقينا بأن الشيخ لا يدعو إلا لعقيدة السلف الصالح في جميع أبواب الاعتقاد، وليست مصنفاته ورسائله فحسب هي الجواب على هذا فقط، بل إن سيرة الشيخ الإمام وأفعاله وسلوكه جواب آخر، يؤكد بلا أدنى ريب اهتمام الشيخ وحرصه الشديد على تمام التأسي والاقتداء بالسلف الصالح.

كما أن ما كتبه أتباعه - من بعده - وأنصار دعوته السلفية يؤكد أيضا ما اتصف به الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب من تمسك والتزام بمنهج أهل السنة والجماعة، ويظهر حال وشأن أولئك الأتباع وما كانوا عليه من عض بالنواجذ على عقيدة الفرقة الناجية سواء في أقوالهم أو أفعالهم.

وقد شهد الكثير من العلماء من مختلف البلاد والبقاع، وفي أزمان متفاوتة، بل ومن ديانات متنوعة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يدعو إلى الإسلام كما كان عليه أو ظهوره من صفاء ونقاء ووضوح، بعيدا عن لوثات الفلسفة وأدران الشرك، وخرافات التصوف، ومحدثات البدع.

وحيث إن مثل هذا الموضوع قد أخذ نصيبا وافرا من الكتابة والتصنيف1 فلا حاجة للإطالة فيه، بل نقتصر على إيراد بعض النقول الموجزة التي توضح حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ففي إحدى رسائل الشيخ يجيب عن سؤال أهل القصيم لما سألوه عن معتقده فكان مما قاله رحمه الله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015