إن هؤلاء الأدعياء ممن رموا هذه الدعوة الإصلاحية بفرية التجسيم والتشبيه، أنهم لم يفقهوا من الصفات التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم إلا صفات البشر، ولم يفقهوا من صفات الله إلا ما فقهوه من خصائص وصفات المخلوقين، فشبهوا الله في ابتداء آرائهم- المنحرفة- بخلقه، ثم عطلوه من صفات كماله- كالاستواء والعلو، والكلام، ونحوها-، وشبهوه بالناقصات، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

فهؤلاء جمعوا ببن التشبيه بالمخلوق أولا، ثم التعطيل ثانيا، ثم التشبيه بالناقصات، ولم يكتفوا بذلك الضرر، بل قذفوا- كذباً وزوراً- أئمة هذه الدعوة السلفية بالتجسيم والتشبيه، حين وصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم1.

ونختم هذا الفصل بذكر مثالين- فقط- لما كتبه الخصوم في مسألة الصفات، ليتضح- جليا- ضلال القوم وفساد عقائدهم في ذلك.

والمثال الأول: هو ما كتبه أحد علماء الشيعة، وهو المدعو محمد بن عبد الوهاب ابن داود الهمداني، في رسالته "إزهاق الباطل"2 حيث ذكر معتقدهم بكل زهو وعجب، على أنه هو المعتقد الحق في ذلك فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015