محمد بن عبد الوهاب وكتب أتباعه ورسائلهم، سيتضح- يقينا- مدى شناعة هذا الافتراء، وعظم ذلك البهتان، كما ندرك ما كان عليه الشيخ الإمام وكذا أتباعه- من بعده- ومن سار على نهجه من الحرص التام على تعظيم وإجلال المصطفى صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وتصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر1.

فإذا بان من خلال تلك البراهين بعضا من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم ووجوب متابعته وتعظيمه وتوقيره، كما سطره علماء الدعوة وأنصارها، فإنه من المناسب أن ننقل شيئا من أقوال الخصوم في وصف وحق المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يكتمل هذا المبحث، ويقارن- إن كان ثمت مقارنة- بين أقوال أئمة الدعوة واعتقادهم نحو نبينا صلى الله عليه وسلم وبين اعتقاد هؤلاء القوم. وسنورد بعضا من أقاويل الخصوم في هذا الشأن، مع الإشارة- أحيانا- إلى الرد عليها: يقول صاحب كتاب "إزهاق الباطل":

(إن محمدا وأهل بيته أنوار مقدسة خلق الله الخلق لأجلهم) 2.

ويحكي القباني بعض المطاعن- الكاذبة- ضد الشيخ الإمام، فكان مما تقوله:

(وتنقيص جناب من خلق لأجله الأكوان) 3.

ويذكر عبد الله القصيمي شيئا من غلو الرافضة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما نقله محسن العاملي- صاحب كتاب "كشف الارتياب" عن أحد شيوخهم إبراهيم بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015