وقال تعالى مبينا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ليسوا فقط مذكورين في التوراة والإنجيل بأسمائهم، بل بصفتهم كذلك: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29] .
بل بلغ من وصف الله تعالى لنبيه (في الكتب السابقة، أنهم أصبحوا يعرفونه كما يعرف أحدهم ابنه؛ قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:146] .
وقد ألف العديد من العلماء كتبا جمعوا فيها النصوص من التوراة والإنجيل، وغيرها من الكتب السابقة، التي تشهد على صدق نبوة نبينا (، منهم:
إبراهيم خليل أحمد ألف كتاب " محمد في التوراة والإنجيل والقرآن " (?) .
والداعية أحمد ديدات ألف كتاب " ماذا تقول التوراة والإنجيل عن محمد (صلى الله عليه وسلم) " (?) .
ود. أحمد حجازي السقا ألف كتاب " البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل " (?) .
ود. صلاح صالح الراشد ألف كتاب "البشارات العجاب في صحف أهل الكتاب؛ 99دليلا على وجود النبي المبشر به في التوراة والإنجيل " (?) .
وفي كتاب ابن القيم رحمه الله (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) فصل بعنوان (نصوص الكتب المتقدمة في البشارة بالنبي (صلى الله عليه وسلم)) (?) وكذا في كتاب شيخه ابن تيمية "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" (?) .
وفيما يلي بعض نصوص التوراة والإنجيل (?) :
- في التوراة في سفر التثنية الأصحاح (18) فقرة (15-30) : يقول الرب تعالى لموسى: (سأقيم لبني إسرائيل نبيا من أخوتهم (?) مثلك (?) أجعل كلامي في فيه (?) ، ويقول لهم ما آمره به، والذي لا يقبل قول ذلك النبي الذي يتكلم باسمي أنا أنتقم منه (?) ومن سبطه) .
وفي سفر التثنية، الأصحاح (18) فقرة (9-13) : (قال موسى لبني إسرائيل لا تطيعوا العرافين ولا المنجمين، فسيقيم لكم الرب نبيا من أخوتكم مثلي، فأطيعوا ذلك النبي) .
- وفي الإنجيل: في إنجيل يوحنا الأصحاح (14) فقرة (15) : (إن المسيح قال للحواريين إني
ذاهب وسيأتيكم الفارقليط (?) روح الحق، لا يتكلم من قبل نفسه، إنما هو كما يقال له، وهو يشهد عليَّ وأنتم تشهدون؛ لأنكم معي من قبل الناس) .
وقد ذكر الدكتور حجازي أكثر من خمسين نصاً في الإنجيل على البشارة بنبينا (صلى الله عليه وسلم) .
وقد أخفى النصارى إنجيل برنابا الذي يصرح فيه باسم النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد وأنه النبي المبشر به من قبل المسيح وأنه آخر الرسل (?) .
وصدق الله إذ يقول: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157] .