دعائم التمكين (صفحة 27)

وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج: 41] : "يقول تعالى ذكره: أذن للذين يقاتلون بأنَّهم ظلموا - الذين إنْ مكَّناهم في الأرض أقاموا الصلاة - والذين ههنا رد على الذين يقاتلون.

ويعني قوله: {إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْض} : إن وطَّنا لهم في البلاد فقهروا المشركين وغلبوهم عليها، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إنْ نصرناهم على أعدائهم وقهروا مشركي مكة، أطاعوا الله فأقاموا الصلاة بحدودها.

{وَآتُوا الزَّكَاةَ} : يقول: وأعطوا زكاة أموالهم من جعلها الله له.

{وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ} : يقول: ودعوا الناس إلى توحيد الله والعمل بطاعته وما يعرفه أهل الإيمان بالله1.

{وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَر} : يقول: ونهوا عن الشرك بالله والعمل بمعاصيه الذي ينكره أهل الحق والإيمان بالله.

{وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} : يقول: ولله آخر أمور الخلق، يعني أنَّ إليه مصيرها في الثواب عليها، والعقاب في الدار الآخرة2.

وعن أبي العالية: "كان أمرهم بالمعروف أنَّهم دعوا إلى الإخلاص لله وحده لا شريك له. ونهيهم عن المنكر أنَّهم نهوا عن عبادة الأوثان وعبادة الشيطان. ثُمَّ قال: فمن دعا إلى الله من الناس كلهم فقد أمر بالمعروف، ومن نهى عن عبادة الأوثان وعبادة الشيطان فقد نهى عن المنكر3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015