وعد الله سبحانه وتعالى تجده في الأمم، وتجده في الآفاق، وتجده في خاصة نفسك، تجد وعد الله عز وجل لك بأنواع الإنعام، وأنواع الفضل والرحمة كلما أطعت الله، وتجد أنواع الألم والشقاء والعنت، وتجد أنواع النكد، وإن كانت الدنيا كلها في يديك إذا عصيت الله عز وجل، مصداقاً لوعد الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه:123 - 127].
وانظر حولك لتجد هذه الحقيقة متكررة في كل من ترى، وتذكر لحظات الرحيل لتعرف مآل الظالمين، لتعرف ما كان من أمرهم في نهاية المطاف حتى لا تغرك لحظات القوة الزائفة، ولحظات السلطان المؤقت، قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ * وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:93 - 94].
هذا وعد الله في الدنيا، ووعد الله في الآخرة تجده في هذه الآيات أيضاً فأيقن به، وتأكد من أنه واقع لا محالة، وأنه قد كتبه الله، قال الله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21].
هكذا أخبر الله سبحانه وتعالى، ووعد المرسلين، ووعد عباده المؤمنين، فلابد أن نوقن بوعد الله لكي نحب في الله، ونبغض في الله، ولكي نصبر على ما ابتلانا الله عز وجل، ونصبر على طاعته، ونصبر عن معصيته، ولا نوافق أعداءه، ولا نرضى بضلالهم وكفرهم حتى يأذن الله عز وجل بالفرج من عنده سبحانه وتعالى، والمبشرات أكثر من أن تحصى بفضل الله، وهي كلها من كتاب الله، ثم من واقع حال الأمم، ثم من واقع حالنا بفضله سبحانه وتعالى، والله عز وجل يؤيد أولياءه بنصر من عنده، ويعلي كلمتهم، وقدرهم، ومنزلتهم، ويقدر لهم أنواع الخيرات، ويقدر لهم أنواع النعم المختلفة في السراء والضراء، ويمن عليهم بفضله عز وجل، نسأل الله عز وجل رحمته وفضله فإنه لا يملكها إلا هو.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.