إن الله سبحانه وتعالى جعل إبراهيم إماماً للناس، وأوجب عليهم اتباع ملته، ووصفه بأنه أمة، وليس ذلك لشيء إلا لأنه قد وفى مراتب العبودية لله عز وجل.
ولذا يجب على أهل الإسلام التأمل في سيرته ومواقفه لأخذ الدروس منها، فتعامله مثلاً مع والده الذي ما زال في شركه، كان يظهر فيه أوضح وأرقى صور الأدب والشفقة، وهذا درس عظيم جداً للدعاة، أي: أن يرفقوا بالمدعوين ويشفقوا عليهم.
وكذا كان إبراهيم في صبره وتجلده في دعوته آية من الآيات، وكذا في ثباته على دينه وإعلانه العداوة والبغضاء لمن حادوا عن دربه السوي.