إن دعوة الأنبياء عليهم السلام لها ميزات كثيرة، وخصائص غزيرة، فهي مجابة في الحال والمآل، والعاقبة لهم في سائر الأحوال، ومن بركات دعوة إبراهيم عليه السلام نشأة مكة التي كانت بقعة قفراء، فعادت عامرةً بالناس والسكنى، وهوت إليها أفئدة البشر، وأخرج الله بها زمزم وفجر، حتى إذا شب إسماعيل قام هو وأبوه ببناء البيت العتيق، وصارت الأجيال من ذرية إبراهيم وإسماعيل لها حق الصدارة، والنبوة والريادة، والديانة والصيانة، وكل هذا بفضل دعاء أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وما محمد سيد الأنبياء وحبيب الرحمن إلا ثمرة دعوته.