ثبات الإيمان في قلوب أهله

إن البلايا والمحن لها حكم عظيمة لمصلحتنا، وذلك لكي تصدر منا أعمال معينة أهمها الإيمان، فإن الله تعالى قدر المداولة للأيام بين الناس ليقع منا الإيمان، قال الله عز وجل: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:139 - 141]، فأول الحكم هي في قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران:140].

والإيمان -كما نعلم- قول وعمل، فقدر الله عز وجل سنة المدافعة بين الناس صلاحاً للأرض وأهلها، كما قال عز وجل: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ} [البقرة:251]، وذلك أن الإيمان بدون مواجهة مع الكفر والطغيان والظلم والباطل يضعف في نفوس الناس تدريجياً، وهذا -والله- أمر ملحوظ تجده عند المترفين، وتجده عند من لا قضية لهم، وعند من لا يستشعرون أنهم في معركة من أجل الإسلام، فتجد إيمانهم يضمحل تدريجياً ويضعف، ولا يجد الواحد منهم نفسه متأثراً حين يقرأ تلك المعاني العظيمة في القرآن، وتلك الآيات التي وقعت في قلوب الصحابة رضي الله تعالى عنهم يوم نزلت، ولا يستشعر العبادات القلبية الواجبة التي لابد من تحصيلها حتى تزول الآلام والمحن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015