الأخلاق وأهميته في التغيير إلى الأحسن

النقطة الثانية: الأخلاق، أي: الأخلاق التي لابد أن تغير من سلوكنا مع من حولنا، وهذا جانب من أصعب الأشياء تغييراً، وما يزال الأمر مبناه على عادات الإنسان قبل أن يظهر التزامه بالسنة، وإظهاره الالتزام بالسنة أمر عظيم ولا شك أنه مطلوب، ولكن لابد أن يكون كذلك تغيره بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في أخلاقه في معاملاته في لسانه، كيف يعف عن عورات الناس في بصره، في أذنه، في سلوكه في معاملته للناس، حتى لا يوجد في قلبه شحناء ولا ضغينة ولا حقد ولا حسد، ولا يوجد في قلبه تنافس مع مسلم على الدنيا، ولا رغبة في زخرفها الزائل، ولا يكون في قلبه غش للمسلمين، ولا نظرة احتقار لطائفة منهم أنهم لم يعطوه حقه، أو أنه ينبغي أن يكون فوقهم وأعلى منهم قدراً.

وكذلك لابد أن يكون مجتنباً للغيبة والنميمة، وأن يكون صادق الحديث، يفي بالوعد بحيث إذا وعد شخصاً اطمأن وعلم أنه سوف يؤدي ما طلب منه، إلا أن يعجز.

فمثل هذه الأخلاق حين تتغير فينا سوف يتغير شيء كثير فيما بيننا، لو لم نتمكن من أن نبلغ الناس الكلام المباشر فسلوكنا سوف يكون دعوة بلا شك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015