نصيحة للنساء في العبادة

Q حبذا لو توجه كلمة تنصح بها النساء وخاصة في العبادة، ولعل السائل أيضاً يشير إلى أن أكثر الذين ذكرتهم من الرجال فهل هناك من النساء من كان لهن في ذلك نصيب؟

صلى الله عليه وسلم أما بالنسبة للنساء: فهذه عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين، يقول عروة: [دخلت عليها يوماً من الأيام في الصباح، وكانت عادتي أن أسلم عليها في الغداة، فوجدتها تصلي وتقرأ آية، وهي قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27] قال: فرددت الآية وهي تبكي، فقلت في نفسي: لعلها تطيل فأذهب إلى السوق وأقضي حاجتي ثم آتيها، فذهبت إلى السوق وقضيت حاجتي ثم رجعت بعد مدة طويلة، فدخلت عليها في البيت فوجدتها تردد الآية نفسها وتبكي] إنها عائشة أم المؤمنين.

أما نصيحتي للنساء في العبادة، فهو تنبيه: إن المرأة تمر عليها بعض الأيام تسمى أيام حيض، تنقطع فيها عن الصلاة، ويحرم عليها الصيام، فماذا تفعل؟ إن كان الصيام عليها محرم، والصلاة عنها محرمة، وقراءة القرآن عند بعض أهل العلم لا يجوز لها، فإن الذكر لا يجوز أن ينقطع عن لسانها، فإنها تعوض الصلاة والصيام وقراءة القرآن بذكر الله، قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] يأتي رجل فيقول: (يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فدلني على أمرٍ أتشبث به؟ قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله).

أمَةَ الله: أنصحكِ في تلك الأيام وهذه الليالي أن تكثري من الذكر، عوضاً عن الصلاة والصيام والقرآن على بعض قول أهل العلم، لم شرعت الصلاة والصيام والحج؟

يقول ابن القيم: كل العبادات إنما شرعت لغاية وهي ذكر الله جل وعلا، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه:14] وانظر الحج، كله شعائر وتهليل وتكبير وذكر لله جل وعلا، بل حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله).

إذاً المرأة لا تعذر في أيام الحيض عن ذكر الله جل وعلا.

أيتها النساء! أنتن دوركن عظيم لبناء هذه الأمة وهذا الجيل، من يربي الأولاد غيركن؟ ومن يخرج لنا جيلاً صالحاً إسلامياً غيركن؟ إن الرجال في هذا الزمن -إلا من رحم الله- غافلون عن تربية أولادهن، لا يعلمون عنهم إلا قليلاً.

إن فتنة النساء على الرجال هي أعظم فتنة على وجه الأرض، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء) تقول فاطمة رضي الله عنها: [خير للنساء ألا يراهن الرجال، ولا يرين الرجال] تقول: خير للمرأة ليس فقط ألا يراها رجل، لكن أيضاً ألا ترى هي أيضاً رجلاً، انظروا إلى الحياء، فلما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاطمة مني وأنا منها) نعم! إنها حكيمة وعاقلة.

أمة الله! (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان) ولم يستثنِ النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لا وجهاً ولا كفاً ولا ساعداً ولا ساقاً ولا شعراً ولا غيره، فإياكِ إياكِ أن تتشبثي بحديثٍ ضعيف، أو بعض أقوال لأهل العلم أخطئوا فيها، أو لبعض العقول التي تصرفك عن سبيل الهدى.

اعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المرأة عورة) وهل يعقل -يا عباد الله! - أن الله جل وعلا يحرم صوت خلخال في رجل المرأة مخفي ووجه المرأة حلال؟! لا يعقل هذا في شرع الله.

واعلموا يا عباد الله! أن النساء شقائق الرجال، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصانا قبل ألفٍ وأربعمائة سنة بهن، فقال: (استوصوا بالنساء خيراً، استوصوا بالنساء خيراً، استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلعٍ أعوج) وأنا أوصيك يا عبد الله! فكم من الرجال من ضيع حقوق النساء كم وكم؟ قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) كان يقوم في حاجة أهله، حتى يروى أنه كان يرقع الثوب، ويخصف النعل، ويخدم أهله في البيت، من منا يفعلها؟! فإذا أذن المؤذن كأنه لا يعرف أحداً ولا يعرفه أحد.

هذه وصية للرجال وللنساء والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015