من الناس من يسارع في هذا الشهر لبضاعته ليروجها، ويفرح بقدومه لأن البضاعة تروج، ولأن السوق يزدحم، يفرح بهذا الشهر لهذه المقاصد، ومنهم من يفرح لأجل المسلسلات ولأجل الأفلام، ولأجل الإعلام الماجن في هذا الشهر وغيره، ومنهم من يفرح بهذا الشهر غايته ومناه الملاعب والكرة وغيرها، أما القيام فلا قيام، وبعض الناس يفرح بهذا الشهر للمعاكسات ومن الناس من يتمنى هذا الشهر ويرجوه يوماً بعد يوم لتدمع عينه من ذلك الذنب الذي ارتكبه، ليقوم الليل، وهو يعلم أنه قد يدرك رمضان وقد لا يدركه يذكر أناساً وأصحاباً وأصدقاء كانوا في العام الماضي يصلون معه، أما اليوم فلا نعرف عنهم إلا ذكرى وأماني اسمع ماذا يقول الشاعر -يا عبد الله- وانتبه:
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ من بين أهلٍ وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ حياً فما أقرب القاصي من الداني
فرصة قد تدركها وقد لا تدركها قد لا تعوض يا عبد الله.