الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
عبد الله: العدل والإنصاف حتى مع الكفار: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة:8] أي: لا يحملنكم بغض الكفار {عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8] هذا إذا كان مع الكفار، فكيف إذا كان مع المسلمين من أهل البدع؟! بل كيف إذا كان مع المسلمين من أهل السنة؟! كيف يجب العدل والإنصاف؟
اسمع إلى عمرو بن العاص أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع رجلاً يقول: (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) فقال: ماذا تقول؟ قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أما إنه إن كان حقاً ما تقول، فإن فيهم لخصالاً أربعاً اسمع كيف يثني على الكفار وإن كانوا كفاراً، كيف يذكر محاسنهم ولم يتلفظ بعيوبهم؛ لأن الأمر فيه حكمة وعدل وإنصاف، قد تحتاج بعض الأحيان إلى ذكر العيوب دون المحاسن، وفي بعض الأحيان إلى ذكر المحاسن دون العيوب، وفي بعض الأحيان توازن بين الحسنات والسيئات.
قال: [فإن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم أحلم الناس عند الفتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
أقول هذا القول وأستغفر الله.