Q كم أقسام العلماء؟
صلى الله عليه وسلم العلماء ثلاثة أقسام: عالم أمة وعالم دولة، وعالم ملة، أما عالم الأمة فهو الذي يرى إلى الناس ماذا يريدون ويفتي بهواه، إن أرادوا الأمر مباحاً أباح لهم، وإن أرادوه حراماً حرمه، وإن أرادوا الجواز أجاز لهم، وهذا موجود، بعض الناس يسأل عن مبتغى السائل فيجيبهم، وعالم آخر عالم دولة، ما تملي له السلطات الرسمية بالفتوى فيفتي، يشتري به ثمناً قليلاً، نسأل الله أن يعافينا، والعالم الثالث هو المطلوب، وهو نور لهذه الأمة، وهم ورثة الأنبياء، عالم ملة لا يفتي إلا بما رآه هو الحق في دين الله عز وجل، لا يشتري به ثمناً قليلاً، ولو كان الأمر على قطع رقبته، لا يخافون في الله لومة لائم، هذا هو العالم الذي يريده الله عز وجل، والله جل وعلا يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:159 - 160] فإن كان من الناس من أفتى بهواه أو بخلاف شرع الله؛ لأجل غرض من الدنيا، أو هوى يصيبه، فليتق الله، وليتب، وليبين: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [البقرة:160] يبين الخطأ الذي وقع فيه، ويفتي بالحق مرة أخرى {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:160] والله عز وجل قد فتح باب التوبة للناس حتى تطلع الشمس من مغربها.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.