زوجة فرعون التي أظهرت إيمانها بالله وكفرها بزوجها بفرعون الذي قتل الأولاد في أرحام أمهاتهم، الذي قتل الرجال واستحيا النساء، فرعون الذي كان يقول: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24] خرجت زوجته من قصره تقول: ربي في السماء، كفرت بك وبما تعبد من دون الله زوجته الصابرة المؤمنة التقية العابدة فربطها فرعون في صحراء قاحلة، وأجاعها، وعذبها، وضربها، وقال لجنوده: ارفعوا صخرة من أعلى مكان، وارموها عليها لتقتلوها بها، ثم قال لها: هل ترجعين عن دينك؟ قالت: والله لا أرجع عن ديني طرفة عين.
فربطها، وحملوا صخرة كبيرة ورموها عليها، فقالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11] فلما دعت بهذا الدعاء، والصخرة لما تنزل عليها، قبض الله روحها قبل أن تصل الصخرة إلى جسدها إنها لحظات، لكنه صدق الدعاء، وصدق الإيمان بالله جل وعلا.