بعد هذا كله لك أن تسأل وتقول: يا شيخ! عرفنا أهمية الوقت، وانتبهنا لعظم هذه الحياة، وأن كل دقيقة وكل لحظة، وكل ساعة سوف يسألنا الله عنها حين نقف بين يديه (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع منها: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه) بعد هذا سوف تسألني وتقول: كيف أستغل وقتي؟ وبماذا أحفظ وقتي؟
اسمع إلى هذا الحديث، فربما تسمع نصيحة، وتكتشف أنك تستطيع أن تمضي بها وقتك، وربما تتحمس بعد هذا الدرس وتنظم وقتك وتستغله في طاعة الله جل وعلا.
إن الطلاب في هذه الأيام في اختبارات ولا يضيعون ساعة بل لا يضيعون دقيقة واحدة، وأعرف أن بعض الطلاب لا ينام إلا أربع ساعات فقط، وبعضهم حتى على وجبة الطعام وهو واضع الكتاب عنده؛ لأنه يعرف قيمة الوقت الآن، لماذا؟ لأن عنده هدفأً، وهدفه أن ينجح ويتفوق ويحصل على أعلى الدرجات، ويتخرج من الدراسة.
والبعض إذا كان عنده هدف، مثل أن يشتري بيتاً أو يؤثثه، يعمل الليل والنهار حتى يجمع الريال بعد الريال والدرهم والدينار، من أجل أن يبني هذا البيت؛ لأن عنده هدفاً إذاً: اجعل لك هدفاً يا عبد الله! فسوف تستطيع بعدها أن تستغل وقتك.
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
كلما دق قلبك علمت أن كل دقة تقربك إلى القبر، وكل دقة تنقص من عمرك، حتى هذه اللحظات سوف يسألك الله عز وجل عنها.