فائدة الجلوس مع الصالحين

أخي العزيز! لعلك تقول: أنا مذنب، وعاص، ولا أستحق أن أجلس بين الصالحين إنهم صالحون متقون أهل صلاة وصيام وذكر ودعاء وعبادة، انظر إليهم ما أخشعهم، وما أكثر صلاحهم، وما أكثر عبادتهم، أما أنا فلا أستحق أن أجلس معهم، فأنا أعصي وأذنب كثيراً، ولا زلت مصراً على الذنوب والمعاصي؟ تقول: لا.

إن الشيطان يأتيك فيقول لك: اتركهم، دعهم، لا تكن منافقاً، لا تضحك على نفسك، تأتيهم في الصلاح ثم ترجع إلى بيتك بالذنوب والمعاصي، اتركهم واجلس في بيتك.

أخي العزيز! انتبه أن تقرب من مصيدة إبليس، قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم -لم يعمل أعمالهم ولم يكن في مطافهم لكنه يحبهم ويحب جلساتهم وكلامهم ويحب أن يصل إلى ما وصلوا إليه ولكنه لم يصل- فنظر عليه الصلاة والسلام إليه، فقال: المرء مع من أحب).

نقول: استمر معهم، واجلس معهم: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) إن الندم الذي دخل في قلبك هل يدخل قلبك لو كنت لوحدك؟ لا والله.

لن يدخل قلبك إلا وأنت في هذا المجلس، مع الصالحين.

أخي العزيز: ما يدريك؟! لعل جلوسك معهم يكفر سيئاتك.

أتى رجلٌ المدينة يبحث عن رسول الله، يقول: أين محمد؟ فدل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا رسول الله! أتيت حائطاً، فلقيت امرأة ففعلت معها كل شيء إلا ما يأتي الرجل من امرأته -كل شيء إلا الزنا- هل من توبة؟ -والرجل خائف من الذنب، يفر من الذنب إلى الطاعة، ندم وعزم على ألا يعود- فسكت عليه الصلاة والسلام وذهب الرجل، ثم قال لأصحابه: ردوه عليَّ، فرد عليه الصلاة والسلام عليه، فقال له: قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114]) لا بد من الذنب؛ لكن: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:114] كلما أذنبت ذنباً فاعزم على ألا تعود، أقلع عن المعصية، اندم على ما فعلت ثم أتبعها بالحسنة: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114].

يقول أحد الصحابة: (يا رسول الله! هي له أو للناس جمعياً؟! قال: بل هي للناس جميعاً) الله أكبر الله أكبر! يبسط الله يده، وينزل إلى السماء الدنيا، ويفرح بعودتك، ويحب التوابين والمتطهرين، فما بالك لا زلت مصراً على الذنوب والمعاصي؟ هل تظن أن الله لا يراك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015