يأتي رجل من الأنصار فيقول: (يا رسول الله! إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر-فتخيل: الرجل يتذكر النبي في البيت فما يتحمل وما يصبر!! أيُّ حب وأيُّ تعلق بالنبي هذا! - يقول: لا أتحمل حتى آتي فأنظر إليك، وأجلس عندك، يقول: فإذا ذكرت الموت الذي سوف يفرق بيني وبينك فإني لا أطيق ولا أتحمل -أبكي ولا أصبر على فراقك- فيقول له النبي: قال الله جل وعلا: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [النساء:69] هذا هو الشرط؛ اتباع النبي- {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} [النساء:69]).
يا من تسمعني: ألا تتمنى لقاء النبي عليه الصلاة والسلام؟!
ألا تتمنى الجلوس بقربه؟!
ألا تتمنى معانقته ومصافحته؟!
ألا تتمنى أن تجلس فتستمع إليه؟!
الشرط: اتباع هديه عليه الصلاة والسلام، وقبله الإخلاص لله، قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
يأتي رجل فيقول: (يا رسول الله! متى الساعة؟ فيقول له النبي: وما أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله -أعمالي قليلة، لكني أحب الله ورسوله- قال: إنك مع من أحببت) والمرء يحشر يوم القيامة مع من أحب.