أيها الشباب: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ لمثل تلك اللحظات لمثل ذلك الموقف وأنت على فراش الموت لمثل ذلك السؤال للملكين في القبر لمثل وقوفك بين يدي الله لمثل المكوث في النار أو في الجنة.
عبد الله! ليعمل العاملون، حاسب نفسك من الآن ماذا قدمت وماذا أخرت؟ ماذا لو وقفت الآن بين يدي الله وقد ختم عليك الله عز وجل في تلك اللحظة؟
تخيل! هل أنت مستعد للإجابة على كل سؤال؟ هل تبت من كل الذنوب والمعاصي؟ هل أرجعت كل الحقوق إلى أهلها؟ هل أنت ملتزم بالواجبات والفرائض، أم أنك ضيعتها؟
تعرف لمَ؟ لأنك تقول: فلان وفلان، كل الناس مثلي {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].
عبد الله! حاسب نفسك حساباً جاداً وصادقاً وصريحاً، أتعرف ما المخلَص؟ أتعرف ما الحل؟ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر:53] بالكذب بالسخرية بالفحش مع النساء في الطرب في الملاعب ترك للصلوات أتعرف ما الحل؟ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].
أولاً: اندم على فعلك السابق كله، إذا لم تنفعك هذه المواعظ فماذا ينفعك؟
إذا كانت هذه الآيات التي قرأناها ما أثرت في قلبك فما الذي سوف يؤثر فيك؟
عبد الله! ادع الله أن يحيي قلبك إن لم يتأثر، واندم.
ثانياً: اترك جميع الذنوب والمعاصي، لا تقل: أستغفر وأنت لا زلت محتفظاً بالأرقام، أو بالصور، أو بالرسائل، أو بالمجلات، أو بالأفلام، احرقها كلها، وأقلع، فإن الله -الآن- يطلع عليك، هل أنت صادق عازم أو لست بعازم؟
ثالثاً: اعزم من قلبك ألا ترجع إليها، فكلما رجعت فتب.
رابعاً: اترك أصحابك الذين يثبطونك، إذا أردت التوبة فاترك جميع أصحاب السوء، وتعال إلى أصحاب الخير والصلاح، وسلم عليهم، وصافحهم، وأخبرهم بصدق، وقل لهم: لقد أسرفت في الذنوب والمعاصي، فهل لي من توبة؟ هل لي أن أحضر مجالسكم، ودروسكم؟ لا يصدنك فلان فيضحك عليك فترجع، لا يضحك عليك فلان فيقول: يا فلان! لا تتعقد فترجع، لا يستهزئ عليك فلان فترجع.
عبد الله: كن صابراً صادقاً، بعد هذا المجلس ائت إلى إخوانك الصالحين فسلِّم عليهم، وقل: أنا جليسكم حتى الموت، أين تذهبون؟ أين تجلسون؟ ماذا تعملون؟ اعطوني من الأشرطة فسوف أسمع، ومن الكتب فسوف أقرأ.
كيف أتوب إلى الله؟ كيف أترك أصحابي السابقين؟ اجلس معهم وكن صادقاً مع الله، وكن عازماً على التوبة، فإن رجعت مرة أخرى فاعلم أن الله غفور رحيم، وارجع مرة أخرى إلى التوبة.
عبد الله: هذه نصيحة، أسأل الله عز وجل أن يجمعنا في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.