هنا قصة ذاك الرجل وتخيل -عبد الله- نفسك وأنت تمر في تلك القصة!
إذا به يفتح عينيه في حفرة ضيقة، لا يسمع فيها صوتاً، ولا يرى فيها أحداً، بل لا يستطيع أن يلتفت يمنة أو يسرة.
فإذا به يرى ملكين أسودين أزرقين يجلسان عليه تسألني كيف يجلس والحفرة ضيقة؟! نقول: هذا من علم الغيب، يجلس عليه ثم يسأله وهو يسمع فوقه أناسٌ يمشون، يسمع قرع نعالهم من هم؟ أبوه أخوه أولاد عمومته أصحابه أحب الناس إليه من رمى على وجهه التراب، فارقوه وبعضهم يعزي بعضاً.
من ربك؟
فيقول: هاه هاه لا أدري، كان يدري لكنه نسي.
ما دينك؟
هاه هاه لا أدري، نسي في تلك اللحظة الجو مخيف، والملكان ينتهرانه، والسؤال فجأة.
ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟
هاه هاه لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون كلاماً فأقول مثلهم، لم أعرف عن سنته شيئاً، ولم يتعلق قلبي بحبه، ولم أدافع عنه في الناس، ولم أرفع ذكره، ولم أنشر هديه وسنته، هو محمدٌ رسول الله فقط مثل الناس، ثم يُقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب برأسه بمطرقة يصير فيها تراباً، لو ضرب بها جبلٌ لهده -أتتحمل؟! سل نفسك- ثم يعاد مرة أخرى فيضرب ضربة أخرى فيصيح، فيسمعه كل من حول قبره إلا الجن والإنس، ولو سمعه الجن والإنس لصعقوا وماتوا؛ لأنهم لا يتحملون ذلك الصياح.
ثم تبدأ رحلة العذاب ينظر حوله؛ من أنت؟ وجهك الوجه يجيء بالشر، منتن الريح، قبيح الوجه والثياب، قال: أنا عملك الخبيث، فوالله ما علمتك إلا سريعاً في معصية الله أتذكر؟ يا فلان! عندنا سهرة، يذهب سريعاً عندنا سفرة يذهب ولا يتردد يا فلان! سوف نذهب إلى السوق نتجول ونتمتع، فلا يتردد، سريع في معصية الله، بطئ في طاعة الله.
فلان! هناك درس، يأتي لكنه متثاقل فلان! الصلاة، يتردد عشرين مرة حتى يأتي إلى الصلاة وهو كسلان، سريع في معصية الله بطئ في طاعته، فيفتح له بابٌ إلى النار، ويفرش له من النار، ويأتيه من ريحها وسمومها، ثم يقول: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة.