ثلاثة شباب لا يعرفون من الدنيا إلا اللعب، واللهو، والطرب، والأغاني، والنساء، ذهبوا إلى مكانٍ يستمتعون مع النساء تخيل ماذا يفعلون؟! فلما جاء الليل قال أحد الثلاثة: سوف أذهب لآتي بالعشاء فذهب، فبقي اثنان، فتأخر الرجل، فانتظرا فلم يأتِ، فقال أحدهما: سوف أذهب لأنظر ما الذي أخره، فخرج بسيارته وفي أثناء الطريق رأى سيارة تحترق، فتوقف، ثم نزل يبحث داخل السيارة فإذا صاحبه يحترق، أخرجه بسرعة ونظر إليه وهو يصرخ ويقول: النار، النار، النار، يقول: أخذته في السيارة ولا زال يلفظ أنفاسه الأخيرة، يقول: فأسرعت بالسيارة إلى المستشفى وأنا أنظر إليه، فتخنقني العبرة، فتوقفت ليلفظ أنفاسه الأخيرة، نظرت إليه فإذا به يريد أن يتكلم، فكان يردد ويقول: ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ فقلت له: من هو؟ يقول: فخرج بصوتٍ كأنه من بئر فقال: الله، الله، ثم خرجت روحه، فبكى صاحبه يقول: وكانت بدايتي للهداية إلى هذا الطريق طريق الاستقامة.
استمع إلى موقفٍ آخر:
رجلٌ من أهل الخليج، كبيرٌ في السن، لا يعرف من الدنيا إلا الخمور، سافر إلى دولة غربية، دخل في غرفة الفندق، وأغلق على نفسه الباب بعد أن جمعت الغرفة زجاجات الخمور، فأخذ يشرب ويشرب حتى أحس بالغثيان، دخل -أجلكم الله- في دورة المياه ليرجع ما شربه، انتظره أهل الفندق يوماً أو يومين أو ثلاثة فلم يخرج من غرفته، طرقوا عليه الباب فلم يجب، ثم كسروا عليه الباب وفتحوا فإذا برأسه في مكان المجاري، وقد زهقت روحه قبل ثلاثة أيام.
قصة ثالثة: