يرفع إبراهيم عليه السلام يديه إلى الله ويقول: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات:100] وإذا به يبشَّر {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} [الصافات:101] فأنعم الله جلَّ وعلا عليه بالولد، من هو هذا الولد؟ إنه إسماعيل نبي ابن نبي إسماعيل عليه السلام، ويا لله كم فرح واستبشر إبراهيم بهذا الولد! وهل تظن أن إبراهيم عليه السلام يحب في الدنيا شيئاً أكثر منه؟ لا أظن هذا لقد جاءه بعد كبر، وجاءه بعد شيخوخه، فرباه على عينيه، وتعب عليه، حتى بلغ معه السعي، وبدأ إسماعيل يعمل مع أبيه إنها أحلى لحظات الحياة، أن ترى ابنك الذي ربيته على يديك، وخرج من ظهرك وتعبت عليه، تراه وأنت قد كبرت في السن يتعب ويسهر على راحتك، ويساعدك في العمل، ويقوم بأعباء الوظيفة، وأعباء البيت والمنزل، وأنت جالس مرتاح، والابن بار يقوم على راحتك.