خباب بن الأرت: هذا شاب في مكة، من شدة الأذى لو تكشف عن ظهره لا يعرف هل هو لحم أو بدون لحم؟ ضرب هذا الرجل ضرباً حتى كانوا يختلفون من عذب أكثر هو أم بلال من شدة الأذى الذي أصابه رضي الله عنه، أتى يوماً من الأيام على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسدٌ بردة عند الكعبة، فقال: (يا رسول الله! ألا تدعو لنا، ألا تستنصر لنا، ألا ترى ما نحن فيه -لا يقول هذا جزعاً ولا يأساً لكنه يريد نصر الله، يعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دعا فإن نصر الله قادم- فقام عليه الصلاة والسلام مغضباً وقال: إنه كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة ويوضع فيها، ويؤتى بالمنشار على مفرق رأسه فينشر فلقتين فلا يرده ذلك عن دينه، لكنكم قوم تستعجلون، لكنكم قوم تستعجلون).