محمد عليه الصلاة والسلام يبعث لهذه الأمة بشيراً ونذيراً، يأتي إلى خديجة، تأخذ بيده إلى من؟ إلى ورقة بن نوفل، فيقول له: يا بن أخي! أخبرني بالذي جرى لك؟ فيخبره بالقصة، فيقول له: هذا الناموس الذي أنزل على موسى وقال: يا ليتني كنت جذعاً -يعني شاباً قوياً لأنه كان شيخاً كبيراً- إذ يخرجك قومك، فتعجب النبي عليه الصلاة والسلام وقال: أومخرجي هم؟ -ما الذي فعلته لهم- قال: نعم، ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا أوذي.
بداية البلاء، فانطلقت الدعوة، ونشر الدين.
ومن أكثر الذين بدءوا الدخول في الإسلام الشباب.
هذا علي بن أبي طالب وذاك طلحة وهذا سعد، والأرقم ذلك الشاب القوي المؤمن الذي فتح بيته لتكون مقراً للدعوة، قال: بيتي لكم.
شباب آمنوا بالله جل وعلا، وأخذوا ينشرون هذا الدين.
لـ علي وحده قصص وحكايات في الدعوة إلى الله جل وعلا: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً} [الكهف:13].
انطلق عليه الصلاة والسلام في الدعوة، وبدأ يعلم الصحابة القرآن، فجاء الفتيان الصغار والشباب يحفظون كتاب الله جل وعلا.
سمعتم بالقراء الأربعة الذين تلقوا القرآن من محمد عليه الصلاة والسلام؟ ثلاثة من الأربعة من الشباب من الفتيان: معاذ بن جبل شاب، عبد الله بن مسعود شاب، سالم مولى أبي حذيفة شاب، ثلاثة شباب يحفظون كلام الله جل وعلا، ليكونوا نبراساً للأمة بعده.