الاستهزاء بالقرآن والسنة

أيضاً من صفاتهم يا عباد الله: أنهم يستهزئون بالقرآن، ويسخرون من السنة؛ بل يضحكون حتى على أفضل هذه الأمة محمد عليه الصلاة والسلام، سيد الناس ولا فخر، يتكلمون عليه وعلى سنته؛ بل بعضهم تجده في الجرائد والمجالس والمجتمعات يستهزئ بسنته عليه الصلاة والسلام: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65 - 66].

وكم رأينا وسمعنا من أناس يدَّعون الإسلام -عافنا الله وإياكم من هذا- يستهزئ ببعض سنن النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة ويسخر منها؛ بل إن بعضهم قرأت له مقالاً -أسأل الله لنا وله الهداية- يستهزئ بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل بعضهم يخبر أن سنته قد بليت وانتهى وقتها وعفا عليها الدهر، وأن هذا القرآن لا يصلح لهذا الزمن، وأن الرجوع إلى أحكامه وإلى شريعته عليه الصلاة والسلام إنما هو رجوع إلى الخلف وإلى الوراء، وإلى عصور الظلام قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.

استهزاءً به عليه الصلاة والسلام وبدينه وبقرآنه وبشريعته عليه الصلاة والسلام: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] وإذا رأيته في مقالاته تجده -هذا المنافق- أشد أعدائه هو صاحب اللحية، وصاحب الثياب القصيرة، فتجده يصدر مثقالاً يقول فيه: وجدت صاحب لحية كثيفة يقول: كذا وكذا، ثم يكيل عليه التهم والسباب والشتائم، وما شأن لحيته بهذا.

وإذا بدأ مقالته أو مجلسه أو كلامه فإن أول ما يبدأ به وصف سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: دخل عليّ شاب ثيابه قصيرة فقال: كذا وكذا، وما شأن ثيابه القصيرة بكلامه يا منافق! يا عدو الله!

تجده في المجالس إذا تكلم، فبحكم من أحكام الله، وإذا سب فهي آية من آيات الله، وإذا استهزأ فهو على شرع من شريعة الله جلَّ وعلا؛ يظهر الإيمان ولكنه يبطن الكفر (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم قذفوه فيها).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015