اسمعي إلى هذا الرجل وهو يخاطب تلك المرأة التي كشفت عينيها المكحلتين، وشيئاً من خديها، والكفين وشيئاً من الساعدين، بل لما كانت تمشي تنزل من السيارة تظهر شيئاً من ساقيها، أو تصعد السلالم تظهر شيئاً من ساقيها ولا تبالي ولا تهتم، اسمع إلى هذا الشاعر كيف يخاطبها يقول لها:
هذي العيون وذلك القدُ والشيح والريحان والندُّ
من أين جئت أأنجبتك رؤىً بيض فأنت الزهر والوردُ
قالت وفي أجفانها كحلٌ يغري وفي كلماتها جدُ
عربية حريتي جعلت مني فتاةً ما لها ندُّ
أغشى بقاع الأرض ما سنحت لي فرصةٌ بالنفس يعتدُّ
عربيةٌ فسألت مسلمةٌ قالت نعم ولخالقي الحمدُ
فسألتها والحزن يعصف بي والنار في قلبي لها وقدُ
من أين هذا الزي ما عرفت أرض الحجاز ولا رأت نجد
هذا التبذل يا محدثتي سهم من الإلحاد مرتد
فتنمرت ثم انثنت صلفاً ولسانها لسبابها عبدُ
قالت أنا بالنفس واثقة حريتي دون الهوى سد
فأجبتها والنار تلفحني أخشى بأن يتناثر العقدُ
ضدان يا أختاه ما اجتمعا دين الهدى والكفر والصد
والله ما أزرى بأمتنا إلا ازدواجٌ ما له حدُ
ألا تفكرين في ذلك اليوم؟