عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: [ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت: بلى يا ابن عباس] امرأة في الدنيا تمشي وهي من أهل الجنة الله أكبر! كيف استحقت الجنة هذه المرأة؟
قال: [هذه المرأة السوداء انظر إليها] انظر إليها إنها من أهل الجنة وهي تمشي على الأرض، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (إني أصرع وأتكشف فادع الله لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئتِ صبرت ولك الجنة -الصبر على هذا الصرع، وهذا البلاء ما الثمن؟ الجنة، الجنة يا أختي الكريمة- وإن شئتِ دعوت الله أن يعافيك -تريدين المعافاة؟ أو تريدين الصبر على البلاء ثم الجنة؟ - فقالت: بل أصبر يا رسول الله).
القضية جنة أختي الكريمة، جنة عرضها السماوات والأرض، جنة فيها الأنهار تجري من تحتهم، جنة فيها القصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة، جنة عرضها السماوات والأرض، قالت: (بل أصبر ولكني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف، فدعا لها صلى الله عليه وسلم) نعم.
أحب الجنة، وسوف أصبر على هذا البلاء وأتحمل هذا المرض، وأتحمل هذا الصرع إلا شيئاً واحداً لا أتحمله، ما هو؟ إنه التكشف {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200].
نعم، أختي الكريمة إنها صبرت لكنها لم تصبر على التكشف، والسبب حياؤها، تقول: يا رسول الله! نعم أريد الجنة، لكن لا أتحمل أن أتكشف، فيراني الرجال، ففرحها بالجنة لم ينسها حياؤها.