أيها الأخ: اعلم أن العلم لا ينتظرك، والعلماء يذهبون، فكل يوم يموت عالم، وكلما مر الوقت تسمع فلاناً من العلماء مات، ولعلك تبكي وتتحسَّر وتتضايق، لأنه مات الشيخ الفلاني، وبعد أيام سوف يتصل عليك أحد الشباب: هل سمعت بالخبر؟ ما الخبر؟ لقد مات فلان، إنا لله وإنا إليه راجعون! عالم بعد عالم، ثم يأتي عليك يوم تطلب فيه العلم، وتأتي إلى مسألة وتصعب عليك، وتريد أن تذهب إلى العلماء فتتذكر فلاناً رحمه الله، فمن يحلها لك؟ وتأتي إلى سند من الأسانيد لا تعرف صحته، ولم تدر ما قال فيه العلماء، ثم تريد أن تسأل عن العالم الفلاني، فلا يحلها إلا عالم واحد، تسأل عنه فإذا به قد مات وتعرض لك مشكلة في الفقه، فتبحث عنها في الكتب وفي المصادر والمراجع وتسأل عنها، فما أحد يجيبك عنها، وتتحير، ثم تريد أن تذهب إلى عالم من العلماء فإذا به قد مات فتدارك نفسك قبل أن يموت العلماء.