بيان عاقبة ترك الصلاة

يا عبد الله: اعلم أن كثيراً من الناس إذا أتى رمضان أقبلوا على المساجد فلا يمر في رمضان يوم أو يومان أو ثلاثة أو أربعة إلا وتجد المساجد تنقص والصفوف تقل، والناس بدءوا يضعفون شيئاً فشيئاً فلا تجدهم إلا في ليلة القدر، نخبر أولئك بأن أول ركن في الإسلام بعد الشهادتين هو إقامة الصلاة، والذي لا يصلي لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، ولو صام العمر كله، ولو حج طوال عمره ولو اعتمر في كل شهر مرة، ولو تصدق بجميع أمواله ولو حفظ القرآن كاملاً ولو فعل وفعل فإن الله يوم القيامة لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً، قال الله جل وعلا: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتً} [مريم:59] يتركون الصلاة ويذهبون إلى شهواتهم وملذاتهم، وإلى مبارياتهم وملاعبهم، وإلى أغانيهم وطربهم وتلفازهم!

ما مصيرهم يا رب؟ {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:59] يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة] ويقول عبد الله بن شقيق، يقول: [ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون في الإسلام شيئاً تركه كفر إلا الصلاة] فإن تركها كفر يا عبد الله! (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أتعرف ما معنى كفر يا عبد الله؟ لو أنك عاقل وفهمت معناها تعرف أنك إذا مت على تركك للصلاة فإنك خالد مخلد في نار جهنم، الأمر ليس مليون سنة أو مليونين، وإنما خالد مخلد في نار جهنم: {لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} [طه:74] طعامه الضريع والغسلين، والغساق والصديد، ويفترش من النار، ويلتحف النار، ويأكل في بطنه النار، ويصب على رأسه الحميم، في جحيم وسقر، إذا ألقي فيها فلا يصل إلى قعرها إلا بعد سبعين عاماً!! كيف بمن يعيش فيها ويخلد فيها؟! أتعرف لِمَ يا عبد الله؟ لأنه ترك الصلاة.

قال عليه الصلاة والسلام: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة) لا ينظر إلى برك لوالديك، ولا إلى صلتك لأرحامك، ولا لأمرك بالمعروف، ولا إلى نهيك عن المنكر، ولا إلى قراءتك للقرآن، ولا إلى عمرتك ولا إلى حجك وصدقاتك: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل) فسد الحج والعمرة وفسد الصيام والصدقات، وفسدت الأعمال كلها.

يا عبد الله: الصلاة الصلاة! حافظ عليها في رمضان وفي غير رمضان فإنها عمود الإسلام، ومن مات وهو على غير صلاة فإن النصارى واليهود خير منه وأولى، لأنهم أهل كتاب، أما هو فليس بصاحب كتاب، فإن هذا الدين بريء منه حتى ذبيحته لا تحل وذبيحة اليهودي والنصراني تحل، حتى الزواج من غير المصلية لا يحل، إما الزواج من اليهودية والنصرانية يحل بشروط.

عبد الله: تارك الصلاة إذا مات لا يغسل ولا يكفن، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يورث.

يا عبد الله: انتبه فتارك الصلاة شر من اليهود والنصارى ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

عباد الله: الله الله في الصلاة، ولنحافظ عليها في رمضان من أوله إلى آخره ثم بعد رمضان نحافظ عليها إلى أن يتوفانا الله جل علا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا ودعاءنا وقيامنا وسائر أعمالنا إنك ولي ذلك والقادر عليه، وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد، وأقم الصلاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015