الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
أيها الإخوة في الله: كان عليه الصلاة والسلام من أحسن الناس خلقاً، وكان خلقه في رمضان يزداد حسناً، فقد كان عليه الصلاة والسلام أجود وأكرم الناس بماله وخلقه وسعة صدره، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان جبريل يأتيه فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان يقول لأصحابه: (الصوم جنة، فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب) يحفظ لسانه ولا يرفع صوته ولا يشتم ولا يكذب ولا يغتاب قال صلى الله عليه وسلم: (فإن سابه أحد، أو شتمه -اعترض عليك إنسان أو ظلمك أو سبك- فإن سابه أحد أو شتمه فليقل إني امرؤ صائم) إني امرؤ صائم حدث بها نفسك يا عبد الله، فكلما نظرت إلى امرأة حدث نفسك وقل: إني صائم ألا تستحي؟ ألا تتقي الله؟ إذا دعتك نفسك لسماع الأغنية أو النظر إلى فيلم أو مسلسل أو بعض المحرمات فحدث نفسك وقل: إني امرؤ صائم.
يا عبد الله: إذا دعتك نفسك إلى فجور أو معصية فحدثها وقل إني امرؤ صائم.
كم من الناس أثناء نهار رمضان لا يتحمل أحداً؛ فإذا عارضه أحد سبه وشتمه بحجة أنه صائم! وإذا كان في عمله فأتاه مراجع يسأله فإذا به يغلظ عليه بالكلام ولربما يطرده من مكتبه، وكم من الناس من يأتي إلى زوجته فإذا رأى خطأً في البيت أو الأولاد فلربما يتعدى من اللسانه إلى الضرب باليد، ولربما يشتم، ولربما يغضب وكأنه لم يصم أحد قبله ولا بعده، وكأنه الصائم الأول والأخير.