السبب السادس: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إن من أسباب هلاك الأمم ودمارها وفسادها: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله جل وعلا يقول: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال:25].
وكلٌّ منكم -يا عباد الله- يعلم حديث سفينة المجتمع، التي أخبر عليه الصلاة والسلام بأن جميع مَن فيها من الصالحين والفُجَّار يَهْلَكون إذا ترك الدعاةُ إلى الله الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر فقال: (إن أخذوا على أيديهم) أي: منعوهم، ولم يتركوهم يفعلون المنكرات، بل دخلوا عليهم في قعر دارهم، وأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، وتجرءوا فقالوا للظالم: أنت ظالم، وقالوا لصاحب الخطيئة: أنت مخطئ، وقالوا لصاحب المنكر: يا صاحب المنكر كف عن منكرك، إن تجرءوا على هذا، قال: (نجوا ونجوا جميعاً، وإن تركوهم) قال هذا: ليس لي دخل، وقال ذلك: أخاف على أموالي وأهل بيتي، وقال الثالث: أخجل أن أتكلم، وقال الرابع: هذا بيد ولاة الأمور، وقال الخامس والسادس والسابع كذلك، ثم جلسوا في بيوتهم: (هلكوا وهلكوا جميعاً).