أسمعت بـ أنس بن النضر في غزوة أحد، ينظر إلى سعد جالساً فيقول ل سعد: [يا سعد! ما الذي أجلسك؟ فيقول: لقد مات رسول الله، فيقول: وماذا تصنع بالحياة بعد رسول الله؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه الصلاة والسلام، فيتقدم في المعركة ويقول لـ سعد: يا سعد! واه لريح الجنة، واه لريح الجنة، إني أجدها دون أحد] {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة:10 - 12].
أتظن أن الشهيد إذا مات فإنه في حفرة ضيقة؟ لا.
إن روحه معلقة في الجنة، في حواصل طير يطير في الجنة إلى أن تقوم الساعة، يا عبد الله! لا تظنهم أمواتاً {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169].
لقد ذهب الناس، ولقد سبق المفردون، ولقد وصل بعض الناس وهو على الدنيا يمشي لقد وصل إلى الجنة.
(يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) أتعرف ما صفة هذا الرجل الذي مشى على الدنيا وكتب من أهل الجنة؟! (إذا نام فإنه لا يحمل في قلبه على أحد من المسلمين غشاً، أو حسداً، أو غلاً) أهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47] تعرف كيف دخل الجنة؟!
سلَّم صدره على المسلمين، وأحسن الظن بإخوانه، وأحب في الله جل وعلا، ولم يبغض إلا لله جل وعلا، لا لحظوظ نفسه ولا لهواه.
عبد الله: أهل الجنة دخلوا الجنة بصلاة آخر الليل، وبصيام أول النهار يا عبد الله!
فحي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
وحي على روضاتها وخيامها وحي على عيش بها ليس يسأم
فيا ساهياً في غمرة الجهل والهوى صريع الأماني عن قريب ستندم
أفق قد دنا الوقت الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضرم
وتشهد أعضاء المسيء بما جنى كذاك علا فيه المهيمن يختم
عبد الله: ونحن في هذه الليلة المباركة، ما يدريك لعلك في هذه الليلة يكتبك الله من أهل الجنة، وماذا تريد من الدنيا إذا كتبك الله من أهل الجنة؟!
عبد الله: جاهد نفسك ألا يمر رمضان إلا وقد غفر الله ذنبك (رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له).
عبد الله: جاهد نفسك ألا تمر هذه الليلة، إلا وقد أعتقك الله من النار.
عبد الله: أتعرف ما هو السبيل، السبيل دمعتان آخر الليل، أو في سجود، وأنت رافع يديك إلى الله، تذكر ذنوبك السابقة، ثم ترجو رحمة الله، ثم تدمع العين، ثم يتوب الله عليك.