النار التي أطارت النوم من عيون الصالحين، فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وأبكت العيون بفظيع أهوالها، وجسيم أخطارها، وتعدد كرباتها.
والجنة التي شمر لها أهل العزائم، فأضمأت الأكباد، وأسالت الدماء، ومزقت الأجساد، شوقاً ولهفاً لنعيمها الذي لا يوصف، وخيراتها التي لا تنقطع.
إن أردت أن تقف على قطرة من بحر معرفتهما، وغيض من فيض من حقيقتهما، فقد أبان الشيخ في هذه الخطبة عن ذلك، فقلب طرفك في عباراته، وفرغ قلبك لعظاته.